كشف محمد الدماطى، العضو المنتدب لشركة الصناعات الغذائية العربية “دومتي” عن مستهدفاتها للعام الحالى، والخطط التى كانت موضوعة قبل عرض الاستحواذ المقدم من “أرلا فودز”.
واستعرض “الدماطي” - فى حواره مع “المال”، عقب تلقى عرض الاستحواذ - الاستثمارات التى تم ضخها فى 2024، وتلك التى كانت مستهدفة لعام 2025، وقيمة المبيعات المقدرة خلال العامين.
وكانت “دومتي” تلقت مؤخرا عرضا غير إلزامى من شركة “أرلا فود” للصناعات الغذائية لشراء %100 من الأسهم بسعر 31.48 جنيه للسهم، بما يعادل قيمة 8.897 مليار جنيه، وشطب الشركة من البورصة بعد إتمام إجراءات الاستحواذ.
وقالت “دومتي” فى إفصاح نُشر عبر شاشة البورصة المصرية إن المساهمين الرئيسيين بالشركة لديهم نية تفضيلية لعرض الاستحواذ من شركة “أرلا”، كونها إحدى الشركات العالمية الرائدة فى مجال الألبان، ونيتهم بيع أسهمهم فى عرض الشراء المزمع تقديمه، وأن عائلة الدماطى ستستمر فى الشركة بجزء من حصتها فى الأسهم، مع استمرار محمد الدماطى العضو المنتدب فى منصبه.
وفى بداية الحوار استعرض “الدماطي” نشأة “دومتي” وأهم المحطات الأساسية فى تاريخها، لافتا إلى أن الشركة تأسست على يد والده عمر الدماطى، رئيس مجلس الإدارة الحالى، وبدأت إنتاجها 1990، بالجبن البيضاء، والموتزاريلا، واستمر ذلك حتى عام 2007، ثم بدأت إنتاج الأجبان المعلبة فى العبوات الكرتونية والتى تتمتع بفترة صلاحية أطول، مما يتيح للشركة الدخول فى أسواق أكثر، ثم إنتاج العصائر عام 2013، والطرح بالبورصة عام 2016، ثم المخبوزات والساندوتش فى 2018.
وأشار “الدماطي” إلى أن “دومتي” تستهدف العام الحالى مبيعات تقترب من الـ10 مليارات جنيه، لافتا إلى أن مستهدفات العام المقبل لم يتم وضع تقديرات نهائية لها فى ظل عدم وضوح الرؤية الاقتصادية، وارتباط هذه المستهدفات بسعر الصرف، وهل ستكون هناك خطوات جديدة بشأن تسعير المنتجات، ومدى تأثر المبيعات بذلك.
وأوضح أنه فى حالة استقرار جميع العوامل من المتوقع زيادة بواقع %20 فى قيمة المبيعات العام المقبل.
ولفت العضو المنتدب لـ”دومتي” إلى أن الشركة عانت من ارتفاع كبير فى التكاليف بنسبة تقترب من تغيرات سعر الصرف، بسبب تحركات سعر الصرف، فى ظل ارتباط الصناعات الغذائية بشكل عام فى مصر بسعر الدولار بشكل مباشر أو غير مباشر.
وأوضح أن النسبة الأكبر من مواد الإنتاج تستوردها “دومتي” من الخارج، ومنها اللبن البودرة خالى الدسم، ومواد التعبئة والتغليف، والبروتين، وأيضا المدخلات التى يتم الاعتماد فيها على مصادر محلية ترتبط كذلك بالعملة الخضراء.
وشهد سعر صرف الجنيه أمام الدولار قفزة كبيرة تجاوزت الـ%220 خلال الفترة من مارس 2022 عندما كان سعره 15 جنيه، إلى مستويات 48.60 جنيه تقريبا حاليا، بضغط من عدة عوامل خارجية، فضلا عن اتفاق مصر مع صندوق النقد الدولى على برنامج تسهيل مالى قيمته 8 مليارات دولار، كان أحد بنوده اعتماد سعر صرف مرن للجنيه أمام العملات الأخرى.
وكشف “الدماطي” أن الشركة ستتجه نحو التوسع فى الصادرات فى خطوة لمواجهة ضغوط التكاليف، ولتوفير مصدر ذاتى للعملات الأجنبية، وذلك بدعم من الأداء الإيجابى للصناعات الغذائية على صعيد التصدير وخاصة للأسواق المجاورة.
وأوضح أن نسبة الصادرات من إجمالى المبيعات حاليا تصل إلى نحو %9 مع مستهدف لتنميتها، لافتا إلى أن الصلاحية قصيرة المدى للمخبوزات تعد أحد التحديات أمام زيادة صادرات الشركة، وهو ما يحفزها على تبنى خطة توسعية فى هذا القطاع.
وأكد أن الأسواق التصديرية التى تتواجد فيها “دومتي” حاليا تشمل على صعيد الأجبان، ليبيا، وفلسطين، والأردن، والسعودية، والإمارات، والعصائر، والدول الأفريقية، وأوروبا، والولايات المتحدة أحيانا.
وتابع :”التوترات الجيوسياسية التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط حاليا أثرت سلبا على عنصر التكاليف المرتبط بعمليات الشحن واللوجستيات، نظرا لعدم وصول الشحنات فى الأوقات المحددة بسبب اعتماد السفن طرقا أطول خشية التعرض لأى حوادث ، كما يتوقع أن تغذى هذه التوترات الزيادات المتوقعة فى أسعار البترول مما يترتب عليه بالطبع مزيد من الارتفاعات فى أسعار المواد الخام المستوردة”.
وقال “الدماطي” إن “دومتي” لن تفرض زيادات سعرية جديدة فى الفترة الحالية، وأنه يجرى مراجعة أسعار المنتجات بشكل شهرى، وأيضا ومدخلات الإنتاج، والوقود، والكهرباء، وتكاليف العمالة، ومدى التوافق بين التكاليف والأرباح.
وعلى صعيد الخطة الاستثمارية لـ”دومتي” كشف “الدماطي” إنه تم ضخ استثمارات بنحو 150 مليون جنيه العام الحالى، مع مستهدف لضخ نحو 200 مليون جنيه السنة المقبلة، مع التوسع فى قطاع المخبوزات لتمتعها بفرص واسعة فى السوق المحلية.
وأوضح أن هذه الاستثمارات سيتم ضخها فى إضافة خطوط إنتاج جديدة للمخبوزات، والكرواسون والتوسع فى إنتاج أنواع جديدة من المخبوزات، والأغذية الخفيفة ذات الصلاحية الأطول لزيادة الصادرات، وأن التمويل سيتم مناصفة بين التمويلات البنكية والذاتية.
وأشار إلى أن “دومتى” متحفظة فى ضخ استثمارات بمبالغ ضخمة فى ظل الارتفاعات الكبيرة للفائدة، ومحدودية الفرص بالسوق نتيجة تأثر القوى الشرائية للمستهلكين.
وتوقع “الدماطي” أن تطرح “دومتي” منتجات جديدة من المخبوزات والأغذية الخفيفة العام المقبل، موضحا أن الحصة السوقية للشركة فى الأجبان حاليا تتجاوز الـ%30، والعصائر نحو %6، بينما الحصة السوقية للمخبوزات غير واضحة بسبب تفاوت فترة الصلاحية للمنتجات بين قصيرة ومتوسطة الأجل.
وأكد أن الأولوية حاليا هى الحفاظ على الحصة السوقية الحالية للشركة، والتدفقات النقدية، على حساب التوسعات، وذلك فى ظل حالة عدم الوضوح المهيمنة على السوق، والتوترات الجيوسياسية بالبلدان المجاورة، والتى دفعت “دومتي” للتحوط بمخزون لفترة زمنية أطول، مقارنة مع الفترات السابقة، والتى كان يتم خلالها شراء المخزون بالسيولة الدولارية المتاحة بسبب أزمة العملة، موضحا أن الشركة تتبنى سياسات تحوطية بناء على متغيرات المشهدين السياسى والاقتصادى فى المنطقة.
وأظهرت النتائج المالية المجمعة لـ”دومتي” زيادة قيمة المخزون بالنصف الأول من العام المالى إلى 1.17 مليار جنيه، مقابل 894.9 مليون للفترة المناظرة من العام الماضى.
وفى 2022 استحوذت شركة “إكسبيديشن إنفستمنتس” ومقرها موريشيوس، بالتحالف مع مستثمرين آخرين على نحو %33 من أسهم شركة الصناعات الغذائية العربية “دومتي” فى صفقة قيمتها 512 مليون جنيه، على أساس سعر 5.5 جنيه للسهم.
ويضم تحالف “إكسبيديشن إنفستمنتس” كلاً من عمر محمد عبد الحميد الدماطى رئيس مجلس إدارة شركة دومتى، ومحمد عمر محمد عبد الحميد الدماطى، العضو المنتدب لدومتى.
وأرجع العضو المنتدب لـ”دومتي” اتجاه المساهمين الأساسيين إلى تأسيس “إكسبيديشن” بالخارج، واتجاهها لشراء حصة من الشركة الأم إلى أن الجيل الثانى فى الشركات العائلية غالبا ما يتخذ هذه الخطوة للاتحاد بشكل أكبر بين المساهمين، كما أن القوانين المصرية لاتتيح تأسيس الشركات بهذا الشكل، وتواجه الشركة ازدواجا ضريبيا، ومشكلات.
وكشف “الدماطي” أسباب تصفية “فريدوم دايرى إنترناشونال” والتى كانت مملوكة لـ”دومتي” بنسبة %49، مرجعا ذلك إلى أن الشركة تم تأسيسها منذ 3 سنوات مع شركة “Friesland Campina“ الهولندية، ولم تمارس أى نشاط، فضلا عن تراجع شهية الشريك الهولندى فى الاستثمار فى المشروعات التى كان متفق عليها، وبناء على ذلك تم اتخاذ قرار التصفية.
وقال إن “دومتي” لديها خطط خمسية، ولكن غير واضح هل سيتم الإبقاء عليها وتنفيذها أم تعديلها فى ظل ضبابية المشهد الاقتصادى، على صعيد سعر العملة، والاستثمارات الخليجية، وتحويلات المصريين فى الخارج، ومدى استمرار التحسن المحقق فيهم من عدمه، بجانب تعديل السياسات، وقيمة الإنفاق على المشروعات الحكومية، وهى جميعها عوامل تصعب الالتزام بالخطط طويلة المدى.
وفى الوقت نفسه استعرض “الدماطي” أبرز محاور هذه الخطة، والتى تتضمن التوسع فى قطاع المخبوزات، وشراء أرض جديدة، لاستغلالها فى إضافة خطوط إنتاج جديدة، والتخزين.
وأوضح أن “دومتي” لديها حاليا 4 خطوط إنتاج للمخبوزات، وجار إضافة خطين آخرين أحدهما سيبدأ الإنتاج قريبا، والآخر على وشك الانتهاء من التعاقد عليه، سيتم تشغيله العام المقبل، لمنتجات ذات مدة صلاحية أطول، وعدد كبير من خطوط إنتاج الأجبان بطاقة إنتاجية 150 ألف طن سنويا، و60 ألف طن الطاقة الإنتاجية للعصائر.
ولفت إلى أن الأرض التى سيتم شراؤها جار التفاوض عليها حاليا بمساحة نحو 25000 متر ستكون فى حرم مصنعى الشركة فى المنطقة الصناعية بـ6 أكتوبر، موضحا أن أحدهما مساحته 6200 متر مربع، هو الخاص بصناعة الجبن، والآخر للعصائر، والمخبوزات.
وألمح إلى أن “دومتي” استغلت ارتفاعات الفائدة لتحقيق عائد عبر الاستثمار فى أذون وسندات الخزانة.
وحول الدور المجتمعى لـ”دومتي” كشف “الدماطي” أن الشركة تتعاون مع جميع المؤسسات المجتمعية، ومنها مستشفى الناس، وأهل مصر، ومركز دكتور مجدى يعقوب للقلب، وتقوم بالمشاركة فى أى مبادرات مثل القوافل التى تم إرسالها لغزة.
وحققت “دومتي” خلال النصف الأول من العام الحالى مبيعات قيمتها 4.34 مليار جنيه، مقارنة مع 3.23 مليار للفترة المماثلة من العام الماضى.
يشار إلى أن قطاع الصناعات الغذائية فى مصر يواجه تحديات ضخمة تتمثل فى القفزات المطردة فى تكلفة الإنتاج، وتكلفة التمويل، وتكلفة اللوجستيات، رغم ما يمتلكه القطاع من أساس قوى ومقومات التصدير الناجح.
وتضع مصر خطة تستهدف القفز بصادرات الصناعات الغذائية والوصول بها إلى 145 مليار دولار بحلول 2030 وهو ما يعنى تحقيق معدل نمو سنوى يتراوح ما بين 17 - %18 خلال هذه الفترة.
ونجحت صادرات القطاع فى تجاوز مستهدفاتها بأكثر من %14 فى النصف الأول من العام الجارى بعد أن سجلت 3.2 مليار دولار بينما كان المستهدف من قبل المجلس التصديرى للصناعات الغذائية 2.8 مليار دولار مقابل 2.5 مليار فى النصف الأول من العام الماضى، وفق بيانات المجلس التصديرى للصناعات الغذائية.
وبلغ نمو صادرات الصناعات الغذائية فى النصف الأول نحو %25 على أساس سنوى محققًا أعلى قيمة وأكبر نسبة نمو للقطاع خلال نصف عام فى تاريخه، وفق رئيس المجلس التصديرى للصناعات الغذائية، هانى برزى.
وكان المجلس عدل توقعاته للصادرات بنهاية العام الجارى من 5.6 مليار دولار إلى 6.1 مليار بزيادة مليار دولار مقارنة مع صادرات العام الماضى.
وتربعت الأسواق العربية على قائمة أهم المجموعات الدولية المستوردة للأغذية المُصَنعة المصرية خلال النصف الأول من عام 2024، بقيمة 1.64 مليار دولار، تمثل %52 من إجمالى الصادرات الغذائية وبنمو %24.
وحل الاتحاد الأوروبى فى المرتبة الثانية بواردات قيمتها 701 مليون دولار تمثل %22 من إجمالى الصادرات، وبنمو %55، ثم الدول الأفريقية غير العربية بقيمة 225 مليون دولار مثلت %7 من إجمالى الصادرات وبنمو %9، ثم الولايات المتحدة الأمريكية 160 مليون دولار مثلت %5 من إجمالى الصادرات وبنمو 28%.
وحققت باقى المجموعات الدولية صادرات قيمتها 437 مليون دولار مثلت %14 من إجمالى الصادرات الغذائية المصرية خلال نصف عام، وبنمو %4.
واحتلت المملكة العربية السعودية المركز الأول على قائمة أبرز وجهات تصدير الصناعات الغذائية المصرية، وحصلت فى النصف الأول هذا العام على منتجات بقيمة 238 مليون دولار بنمو %15، تلتها السودان بـ212 مليونا بنمو %28، وأمريكا 160 مليونا بنمو %28.
تصنيع مخبوزات بصلاحية أطول لاقتناص حصة تصديرية
ارتفاع مستمر فى التكاليف بنسبة تقترب من تغيرات سعر الصرف
خطة لشراء قطعة أرض جديدة بمساحة 25 ألف متر
الصادرات تستحوذ على %9 من المنتجات المباعة
الأولوية حاليا للحفاظ نصيبنا من السوق والتدفقات النقدية
دور مجتمعى مع جميع المؤسسات
%20 زيادة متوقعة فى إيرادات 2025
%30 الحصة السوقية للألبان و%6 العصائر
